يعطي هذا
المسرح مدينة بصرى خلوداًَ أبدياً كونه المسرح الوحيد الكامل في
العالم الذي بقي محتفظاً بمعظم أقسامه. حيث
يعتبر هذا البناء من المسارح القديمة التي صمدت أمام كوارث الطبيعة
كالزلازل و يجمع بين روعة البناء و قوة العمارة و بني هذا
المسرح في القرن الثاني الميلادي. المدرج منحوت من الحجر البازلتي و
يظهر بكامل أقسامه ,و تبدو منصة التمثيل مكتملة و هي مزينة بمحاريب و
أبواب كبيرة. و يتوج البناء رواق مسقوف على الشكل المعروف في الملاعب
الرومانية و لكنه اندثر فيها جميعاً و الرواق العلوي كان القسم الوحيد
المخصص للنساء. |
|
أقيم هذا المسرح فوق قلعة من
العصر النبطي و المدرج مبني على شكل المسارح الهلنستية , و ترتفع
جدرانه إلى 22 متراً . يتسع المدرج لأكثر من خمسة عشر ألف متفرج , و
المدرج مقسوم إلى ثلاثة أقسام مفصولة عن بعضها بواسطة ممشى تفتح عليه
الأبواب المعدة لدخول و خروج المتفرجين. يتألف القسم الأول من 14 درجة
و الثاني من 18 درجة و العلوي من 5 درجات , و على الأغلب فلا بد من
وجود مقاعد خشبية تحت الرواق العلوي المستند على أعمدة الطراز الدوري و
قد استعاضوا عن بناء حواجز بين كل الأقسام الثلاث كما هو معروف |
في المسارح القديمة
بمظهر المقاعد الحجرية المصفوفة إلى جانب بعضها البعض في أعلى كل
قسم وتحتفظ ساحة العازفين ببلاطها الأساسي على حالته القديمة
الذي نستدل منه على أن هذه الساحة كانت تستعمل لإقامة الطقوس
الوثنية في الأعياد والمواسم المعينة لهذه الغاية علاوة على جلوس
العازفين ويبلغ عرض منصة التمثيل 45.5م بعمق 8م وكانت أرضها
مصنوعة من الخشب الذي يستند على قواعد مبنية من الحجر بشكل قوائم
مربعة الشكل تسمح بجلوس الملقنين تحتها وينفذ الملقنون تحتها إلى
مكانهم تحت أرض المنصة بواسطة باب مبني في الممشى الخلفي الواقع
وراء واجهة المسرح .. |
|
|
وكانت هذه الواجهة مزينة
بثلاثة طوابق من الأعمدة المنحوتة على الطراز الكورنثي ومزينة بمحاريب
مغلقة معدة لوضع التماثيل. وتتألف الأعمدة من قواعدة وتيجان رخامية أما
جذوعها فتتألف من الجحر الكلسي وكان السقف العلوي للمسرح مصنوعا من
الخشب ويقام وراء جدار المسرح ممر مؤلف من طابقين الأرضي معد لانتظار
الممثلين الذين ينفذون منه إلى منصة التمثيل بواسطة ثلاثة أبواب شاهقة
وبابين جابنبيين يعلو كل منهما أربعة ألواح من الجهات الشرقية والغربية
من هذا القسم وينفذ إلى كل لوح بواسطة درج خلفي يسمح بالوصول إلى
المماشي الخلفية والقسم الأوسط من المدرج أيضاً . |
|
وتدلنا البقايا الموجودة في
مكانها على أن الألواح كانت مزينة بأشكال ورسوم مطلية بالألوان على
جدرانها الداخلية وأن واجهةالمسرح كانت مكسوة بألواح رخامية تغطي
الواجهة بكاملها وفوق كل مدخل من البابين المعدين لدخول العازفين أقيمت
منصة لحلوس لجنة التحكيم . ومن المعروف أن العرب الأنباط كان يقيمون
أعياد مرة كل أربع سنوات ضمن أطار من العبادات. |
|
|